تشكل المرأة جزءاً أساسياً من المجتمع، ويشكل تعطيل دورها خلاً كبراً في الحياة الإجتماعية نظراً لتعطيل فئة مجتمعية مؤثرة. وهنالك عدة عوامل من أهمها الموروث الثقافي الذي يؤدي إلى تعطيل دورها في الكثر من المجالات ومنها دورها في منظ ات المجتمع المدني السوري عموماً وفي محافظة الحسكة خصوصاً. ولما كان للمرأة دور مهم في الدفع بعجلة التنمية في أي بلد والتي يسهم المجتمع المدني في جزء مهم منها وخاصة في أوقات النزاعات، كان لابد من أبحاث توصف حجم
مشاركة المرأة في العمل المدني سعياً لوضع إطار يحدد مواضع الخلل بمحاولة لتلافيها. ويندرج هذا البحث من ضمن هذه الأبحاث, حيث يهدف إلى معرفة حجم المشاركة النسائية في منظ ات المجتمع المدني، وتأثيرهن في تلك المنظ ات، ومدى موائمة تلك المنظ ات لاحتياجات المرأة، وأيضاً تحديد الصعوبات والتحديات التي تواجه عمل المرأة وكذلك الخروج بتوصيات من شأنها تحسن ظروف عمل المرأة في المجال المدني والمساهمة في زيادة نسبة تأثيرها عى صناعة القرار. ويصنف هذا البحث ضمن إطار الأبحاث الاستكشافية وتتناول بالدراسة 30 منظمة مدنية و 20  ناشطة مدنية. تمثلت عينة البحث في كل المنظ ات المدنية في محافظة الحسكة باستثناء المنظ ات النسوية والمنظ ات التي لا يتقاضى العاملون فيها أجراً شهرياً ثابتاً.

استخدم البحث الاستمارة كأداة لإجراء البحث في الشق المتعلق بالمنظ ات، والمقابلة في الشق الآخر الذي تناول الناشطات المدنيات. من أهم التحديات التي واجهت فريق البحث الميداني كانت عدم وجود أبحاث سابقة يمكن الإرتكاز عليها في هذا المجال، و عدم وجود مسح جاهز للمنظ ات، التي تتوفر فيها شروط الدراسة، وكذلك عدم الإجابة بشفافية عن كل الأسئلة، التي تم طرحها في الاستبيان، من قبل المنظ ات.  خلص البحث إلى عدة نتائج من أهمها: نسبة النساء في المنظ ات المدنية مقبولة، إلا أن مكانتها لا تتناسب مع تلك النسبة، حيث أن غالبية النساء العامات في المنظ ات المدنية في محافظة الحسكة يعملن في إطار وظائف تقليدية غر قيادية مقابل سيطرة شبه تامة للرجال عى مراكز القرار، من حيث نسبة التمثيل في إدارة المنظ ات، المنصب الوظيفي ونسبة المشاريع التي يقوم بإدارتها رجال. لا يوجد تمييز بن النساء والرجال في الرواتب لكن أغلب المنظ ات لا يوجد لديها قوانن تتناسب واحتياجات المرأة في مجال ساعات رضاعة للنساء، بالمقابل فإن أكر من نصف المنظ ات المستهدفة لديها إجازة أمومة مدفوعة الأجر.
غالبية المنظ ات والناشطات المدنيات يعتقدن أن نسبة تمثيل المرأة في المنظ ات المدنية لا تتناسب مع نسبتها في المجتمع. تلخصت التحديات والصعوبات، التي توجه توظيف المرأة بحسب البحث، في عدة عوامل من أهمها المحسوبية في التوظيف وساعات العمل الطويلة، التي ترهق المرأة، باعتبارها تعمل في المنزل أيضاً.
خرج البحث بعدة توصيات من أهمها منح دور أكر للنساء في إدارة المنظ ات، منحها الفرصة للقيام بأدوار قيادية غر نمطية، إفساح المجال للمرأة للقيام بإدارة مشاريع أسوة بالرجال، العمل عى اتخاذ إجراءات أكر شفافية في مجال التوظيف، قيام المنظات بمشاريع لتمكن المرأة وتنفيذ مشاريع توعوية بدور المرأة في كافة المجالات، وما لعملها من دور في الدفع بعجلة التنمية.

يمكنكم الاطلاع على البحث من خلال الضغط هنا واقع المرأة في المنظمات