تزوجتَ رجل تركي كزوجة ثانية وخسرت طفلها – نوف مهيد، هيا بركات

تزوجتَ رجل تركي كزوجة ثانية وخسرت طفلها – نوف مهيد، هيا بركات

تزوجتَ رجل تركي كزوجة ثانية وخسرت طفلها – نوف مهيد، هيا بركات

حبٌّ وإلحاحٌ، تغيّرٌ وقسوةٌ، ضربٌ وتعنيفٌ، تشتّتٌ وضياعٌ ومن ثم طلاقٌ، والضّحية الأكبر هم الأولاد هذا التّسلسل الدّراميّ والدّراماتيكيّ المتصاعد نحو الأسوأ هو شريط حياة “نور”، التي كانت إحدى ضحايا الزّواج المبكّر وجهل القوانين، تروي لنا “نور” في هذه القصّة تجربتها بعد سنةٍ من طلاقها، وطلبها الوحيد أن يعي المجتمع مخاطر المقدّمات غير السّليمة.

تقول “نور” ذات الثّامنة عشر من عمرها، ذات الوجه الجميل والجسم النّحيل، حيث كانت تُظهر أكبر من عمرها الحقيقيّ هذا ما دفع الرّجل التّركيّ المتزوّج، والبالغ من العمر 35 عاماً إلى ملاحقتها وطلب الزّواج منها. كانت “نور” ترفض في البداية الزّواج منه، لكن بعد إصرار هذا الرّجل ومحاولاته استطاع أن يجعل نور تميل له، وتتقرّب منه يوماً بعد يوم، وبعد فترةٍ من الزّمن تقدّم هذا الرّجل لخطبتها، وأقنع أهلها بعد أن عرض عليهم مغرياتٍ عدّةٍ ليتزوّج من نور؛ وهنا تمّت الموافقة، وبدأت قِصّة نور.

تقول “نور” أنّها كانت تسكن مع زوجها وزوجته وأولاده في نفس المنزل في مدينة أورفا التّركيّة، وأضافت لنا أنها كانت عاجزةً عن فهم ما جرى حينها، وكيف تزوّجت من رجلٍ تركيٍّ متزوّجٍ، ولا تفهم لغته لكنّ الاهتمام الّذي أظهره لها جعلها توافق من دون أيّ تفكيرٍ، فتقول بعد حديثٍ مطوّلٍ : ” كل شيء صار بسرعة وماكنت بعرف هيك رح تكون حياتي “، هنا انتقلت حياة نور من كونها فتاةً إلى امرأةٍ لا تعلم إلى أين سيؤدّي بها هذا الزّواج ، حيث بدأت المشاكل وأصبحت تتزايد يوماً بعد يوم ،  و كانت زوجته الأوّلى تعنّفها كثيراً، حاولت نور شرح معاناتها لأهلها لكنّهم قالوا لها: “تحمّلي يابنتي معليش بكرا يصير عندك ولاد ويحبّوك وارجعي لبيتك لأنو مالك غير زوجك”،  وأعادوها إلى بيت زوجها، في هذا الوقت لم تكن متمكّنةً من اللّغة جيّداً، ولم تستطع أن تشرح لزوجها ما يحدث وما تشعر به،  هنا بدأ زوجها بالبرود والملل اتّجاهها؛  بسبب عدم التّفاهم، وفي يومٍ من الأيام اكتشفت نور أنّها حاملٌ ، وقالت : “فرحت لما الدّكتور قال إني حامل وحسيت أنو قدوم هل طفل رح يغيّر حياتي للأحسن “،  بدأت الأمور تهدأ في المنزل إلى أن حان موعد ولادتها، وأنجبت طفلها وكانت حياتها مستقرّةً ، وأصبحت متمكّنة من اللّغة لتتفاهم مع زوجها بشكلٍ أفضل، وحين أصبح عمر طفلها سنتين  طلبت من زوجها أن يأخذ لها بيتاً خاصّاً بها هي وطفلها،  لكنّ زوجها رفض هذا الطّلب وأصبح قاسياً معها، وبعد محاولاتٍ عديدةٍ معه لم تجدِ نفعاً   قرّرت نور الذّهاب الى أهلها،  وطلب الطّلاق؛   بعد معاناةٍ لشرح ما عايشته نور لأهلها وافقوا على الطّلاق، انفصلت هي وزوجها لكنّ المصيبة الّتي حلّت عليها هي أنّ زوجها أخذ الطّفل منها، حاولت معه لتأخذ الطّفل إليها، ولكنّها فشلت في إقناعه، عندها قرّرت نور أن تذهب إلى الشّرطة لتقوم بتقديم شكوىً، وبالفعل تقدّمت بشكوىً على زوجها إلى أنّها فوجئت حين قالوا لها :بأنّ الطّفل ليس من حقّك، وأنت لستِ أمّه، لأن طفلها كان مسجّلاً على اسم زوجته الأوّلى، لأن نور” زوجةً ثانيةً، وليس لها قيّدٌ في المحكمة و لا تستطيع أخذ ابنها .

وكوني متحدّثةً باسم نور أريد أن أنقل لكم العبرة من هذه القصّة:

لنُعطي الطّفولة حقّها بضجيجها وبراءتها ونُثرِها بالعلم والأمل، بالزّاد الكافي القادر على ضمان حقّها بالعيش الكريم، ولنفسح المجال أيضاً لاختبار مرحلة المراهقة بما تحمله من تخبّطاتٍ وأفكارٍ متقلّبةٍ؛ لأن كلّ يوم ٍسيُثري خبرتهنّ في الحياة أكثر.

إعداد: نوف مهيد، هيا بركات