تأثير الحرب على النساء السوريات

تأثير الحرب على النساء السوريات

تأثير الحرب على النساء السوريات

اختلال توازن القوى في المجتمع بين الذكور والاناث هو ركيزة وقوع العنف على النساء، وعندما كانت الحروب والأزمات تدفع باتجاه اختلال هذا التوازن، الامر الذي يترتب عليه ظهور أدوار جديدة لكلا الجنسين، وظهور أنماط للعنف بشكله العام، ولذاك الواقع على النساء بشكل خاص باعتبار النساء هي من الفئات المهمشة في المجتمع السوري.

حاول هذا البحث رصد أنواع العنف الممارس على النساء في محافظة ادلب وريفها بعد التبدل في الأدوار الاجتماعية نتيجة الصراع، والتعرف على الكيفية التي تستجيب النساء بها للعنف الممارس عليهن، وسببها.
عمل البحث ضمن إطارين، نظريّ وتطبيقيّ:
– الإطار النظريّ: والذي حاول تقديم تأصيل نظريّ لظاهرة العنف عموماً، وذلك الممارَس ضدّ النساء بثلاثة منظورات: العنف وعلاقته بالقوة، والعنف وتبدّل الجندر، والعنف وتمكين النساء.
– أمّا الإطار التطبيقيّ: فهدف إلى قراءة ظاهرة العنف الممارَس على المرأة من وجهة نظر النساء في مدينة إدلب وريفها، مستخدماً بذلك منهج البحث الاستطلاعيّ، معتمداً على أداتين اثنتين هما:
الأولى: جلسات نقاش مركّزة )التي كانت نتائجها بمثابة وصف أفقي للظاهرة، وأعطت للبحث صورة عامّة عن الظاهرة(.
والثانية: المقابلة التي استندت في صياغة أسئلتها على نتائج جلسات النقاش المركّزة، وكانت نتائج هذه المقابلات بمثابة صورة مجهرية_ مُكبَّرة، منحتِ البحث فهماً تفصيلياً أعمق للظاهرة.
تمّ إجراء البحث الميداني في محافظة إدلب في كل من الريف والمدينة على حدّ سواء؛ لرصد الاختلافات في ظاهرة العنف بين الريف والمدينة، حيث تمّ إجراء 16 جلسة نقاش مركّزة، 8 في الريف، مع 50 مقابلة مركّزة تحديداً في كل من )إحسم، ومرعيان، وكنصفرى، -5- وكفرنبل، وكفرحايا، والرامي، وبليون، وأرنبة، وحاس، والبارة(، ومثلها في المدينة )إدلب المركز، ومعرتمصرين، وأريحا، وكفرتخاريم، ومسطومة، وسراقب، وبنش، وملس، وسلقين، ودركوش(.
وخلص البحث إلى أن تبدّل الأدوار الاجتماعية في المجتمع، أدّى إلى وجود أنواع من العنف لم تكن موجودة قبل حركة الاحتجاج، منها النبذ أو الرفض الاجتماعي الذي يمارس من قِبل المجتمع ككل ضدّ النساء الناجيات من المعتقلات، وأيضاً الحجز من
قِبل الأهل خشية على فتياتهم من الأفراد الذين بحوزتهم أسلحة، والإجبار على الالتزام بلباس )شرعيّ( تفرضه بعض الفصائل المسلحة. وأيضاً، إن هناك تقارب كبير جداً في نِسَب العنف بين الريف والمدينة، وتطابق في الأنواع، وشبه تطابق في استجابة النساء والفتيات للعنف، فالغالبية منهنّ يخفنَ من تضاعف العنف؛ فيكتفينَ بالصمت أو البوح لشخص ثقة ومقرّب .

يمكنكم الاطلاع على البحث من خلال الضغط هنا تأثير الحرب على النساء السوريات -تقرير بحثي